dimanche 20 mars 2011

التدخين يغير طريقة عمل الدماغ


للدماغ قدرة على المرونة والتأقلم مع عوارض وأمراض التدخين
كشف باحثون أن الأمراض الرئوية التي تظهر بسبب التدخين يمكن أن تؤدي إلى تغييرات ملموسة في طريقة عمل الدماغ. ويشيرون إلى أن نقص الاوكسجين هو الذي يؤدي إلى هذه التغييرات المهمة في عمل الدماغ.
لكن الدماغ له القدرة على معاودة العمل بالطريقة السابقة بعد عودة الاوكسجين إلى معدلاته الطبيعية، حسب البحث الجديد.

هذا البحث يذكرنا بأن اضرار التدخين لا تقتصر فقط على الجهاز التنفسي، بل تتسبب في تقليص تدفق الاوكسجين إلى الجسم، الأمر الذي يترك اثرا سلبيا على فعاليات الدماغ
الدكتور سيمون تيلور روبنسون
ومن المعروف على نطاق واسع أنه من ضمن الامراض التي يسببها التدخين مرض انتفاخ الرئة، ومرض آخر شائع يؤدي بعد فترة طويلة من التدخين إلى إعاقة تدفق الهواء من الرئتين واليها. والمرض الأخير هو الذي يجعل من المدخنين ضيقي النفس، ويقلص من قدرة الجهاز التنفسي على التخلص من ثاني اوكسيد الكربون من مجرى الدم، مقابل ضخ كميات جديدة من الاوكسجين إليه.
واكتشف أطباء من مستشفى هامرسميث في لندن وجامعة امبريال كولج البريطانية أن هذا الخلل في التوازن في العمل الطبيعي للجهاز التنفسي يمكن ان يؤدي إلى تغييرات في الدماغ في المراحل اللاحقة من أمراض الرئة.
واستخدم فريق البحث تقنية تستفيد من عملية المغنطة، تعرف اختصارا باسم "ام ار اس"، لفحص أداء الدماغ في حالات ستة من المرضى الذي يعانون من مرض رئوي خطير.
وقد توقع الباحثون العثور على كميات أكبر من حامض اللكتيك ضمن بيئة أكثر حمضية في الدماغ، كما هو الحال في الاعضاء الاخرى التي تتعرض للحرمان من الاوكسجين أو نقصه.
لكنهم لاحظوا بدل ذلك وجود معدلات من المواد القلوية في الخلايا الدماغية، ما يعني أن الدماغ عوض، مع مرور الوقت، عن النقص بالتحول في طرق عمله، ومواجهة التغييرات الكيماوية الناتجة من نقص الاوكسجين.
وعندما اعطى الباحثون الاوكسجين لنفس المرضى ولمدة نصف ساعة لاحظوا تلاشي تلك التغيرات في الميزان الكيماوي المختل، وعودته إلى سابق عهده.
وبهذا استنتجوا أن الدماغ له القدرة على اعادة ترتيب بيئته الكيماوية على نحو يضمن استمراره في القيام بمهامه المتنوعة حتى في الظروف غير الملائمة.
كما يبدو أن هذه التغييرات متذبذبة ظهورا واختفاء، ولا تترك اضرارا او اعطابا دائمة على الدماغ.
ويقول الباحث الدكتور سيمون تيلور روبنسون إن هذا البحث يذكرنا بأن اضرار التدخين لا تقتصر فقط على الجهاز التنفسي، بل تتسبب في تقليص تدفق الاوكسجين إلى الجسم، الأمر الذي يترك اثرا سلبيا على فعاليات الدماغ.

طريقة جديدة لإنعاش الذكريات القديمة


تمكنت دراسة علمية حديثة من العثور على طريقة لإنعاش الخلايا العصبية في الدماغ بشكل يعيد للمرء الذكريات القديمة بشكل واضح تماماً، وذلك بفضل تجارب أجريت على فئران سمحت بالتعرف إلى أنزيمات قادرة على تنشيط الذاكرة، وقد تفتح أبواباً واسعة لفهم عمل الدماغ ومعالجة أمراض مثل الزهايمر.
وفي هذا السياق، أشار القيمون على الدراسة الى أنهم أجروا تعديلات جينية سمحت لهم بتوليد خلايا قادرة على ضخ أنزيم في مناطق محددة من أدمغة الفئران بصورة تجعلها أكثر قدرة على تذكر الأحداث السابقة، حيث لفت الطبيب المشارك في الدراسة تود ساكتور الى أن الأنزيم المذكور قام بما عجز عنه العلم لسنوات، فهو أنعش خلايا الذاكرة القديمة، وجعل الذكريات المشوشة أو المضمحلة حاضرة من جديد في الدماغ بصورة قوية، موضحاً أن الأدوية المستخدمة حالياً لتقوية الذاكرة، بما في ذلك الريتالين والأمفيتامين، وحتى الكافيين، لا يمكن لها أن تنعش الذكريات القديمة، بل تقوي الخلايا لتستوعب بشكل أفضل الذكريات الراهنة فقط.

وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة





إن أكبر ما يدحض فرية أن الصدفة هي المسؤولة عن عملية خلق الكائنات الحية من التراب هو وجود كائنات حية تسمع وتبصر وتعقل. إن الذي يخلق كائنات يمكنها أن تسمع لا بد وأن يكون سميعا وكائنات يمكنها أن تبصر لا بد أن يكون بصيرا وكائنات يمكنها أن تعقل لا بد أن يكون عاقلا. فكيف يمكن للصدفة التي لا تبصر ولا تسمع ولا تعقل أن يخطر في بالها، إن كان لها بال، أن تصنع كائنات من التراب يمكنها أن تسمع وترى التراب الذي صنعت منه ويفكر بعضها ليس في التراب فحسب بل بما وراء التراب؟!

إن في تركيب نظامي السمع والبصر من التعقيد بحيث لا يمكن لهما أن يعملا إلا بتوفر جميع مكوناتها مما يعني أن الصدفة لا يمكن لها أن تصنع أحد أجزاء نظام البصر ثم تبقيه من خلال تخزين طريقة تصنيعه على الشريط الوراثي ومن ثم تنتظر الصدف لتصنع جزءاً آخر وهكذا إلى أن يكتمل تصنيع جميع أجزاء نظام البصر.

إن البشر الذين هم أعقل من على الأرض لا يعرف أكثرهم مما يتكون نظامي السمع والبصر ولا يعرفون القوانين الفيزيائية التي بنيت على أساسها هذه الأنظمة. ولولا أن البشر قد ولدوا وهم يسمعون ويبصرون ويعقلون لما خطر على بالهم أن هنالك كائنات يمكنها أن تسمع وتبصر وتعقل.

وإذا كان البشر على ما في رؤوسهم من عقول كانوا يجهلون متطلبات بناء هذه الأنظمة وهي موجودة في أجسامهم وأجسام كثير من الحيوانات حولهم فكيف يمكن للصدفة أن تهتدي إلى معرفة مكونات هذا النظام ثم تقوم ببنائه على أكمل وجه لملايين الأنواع من الكائنات الحية؟! وسنشرح في هذه المقالة مكونات نظام الإبصار عند الإنسان ونؤجل شرح نظام السمع وتركيب الدماغ إلى مقالات لاحقة.

مم تتركب العين؟


تتكون العين البشرية من كرة لحمية مملؤة بسائل هلامي شفاف ويبلغ متوسط قطرها سنتيمترين وخمس السنتيمتر ووزنها ثمانية غرامات فقط.

يتكون جدار كرة العين الذي لا يتجاوز سمكه المليمترين من ثلاث طبقات وهي الصلبة والتي تعطي العين لونها الأبيض والمشيمية وهي شبكة العروق التي تمد العين بالدم اللازم لتغذيتها والشبكية وهي الغلاف الداخلي الحساس للضوء والذي ترتسم عليه صورة الأجسام.

أما الملتحمة فهي الغشاء الخفيف الذى يغطى الصُلبة (الجزء الأبيض فى العين) ويبطن الجفون من الداخل ووظيفتها ترطيب العين من الداخل بإفراز مواد مخاطية يتم مزجها مع الدموع. ولكي يتم إدخال الضوء إلى غرفة العين ورسم صور الأشياء على الشبكية فقد تم استبدال طبقات جدار العين الثلاث عند مقدمتها بثلاثة مكونات وهي القرنية التي هي امتداد للصلبة ولكنها شفافة للضوء ولها قطر تحدب أصغر من ذلك الذي للصلبة والقزحية والتي هي امتداد للمشيمة وهي التي تعطي العين ألوانها المختلفة كالبني والأزرق والأخضر ويوجد في مركزها فتحة دائرية تسمى الحدقة أو البؤبؤ تسمح للضوء المنكسر من القرنية بالدخول إلى العين. ويتم التحكم بمقدار فتحة البؤبؤ بعضلات موجود في القزحية بعضها دائري وبعضها شعاعي وذلك للحد من شدة الضوء الداخل إلى العين لكي لا يدمر الشبكية ويتراوح قطر الحدقة بين ملليمترين عند الضوء الشديد وثمانية مليمترات عند الضوء الخافت. إن عملية التحكم بفتحة الحدقة تتم بطريقة آلية (أوتوماتيكية) فبمجرد أن تتغير شدة الضوء الساقط على الشبكية يقوم مركز الإبصار في الدماغ بقياس شدته وإرسال إشارات تحكم إلى عضلات القزحية لتحدد مقادر فتحة الحدقة بما يتناسب مع شدة الضوء وتتم هذه العملية بسرعة بالغة حتى لا يتم تدمير الشبكية من الضوء الشديد. أما العدسة فهي امتداد للشبكية وهي محاطة بسبع عضلات تسمى الجسم الهدبي وهو يتحكم في مقدار تحدب العدسة وذلك لكي تقع الصورة المكونة على الشبكية تماما حيث تكون صورة الأجسام المرئية أوضح ما يكون فهي ترتخي عند رؤية الأجسام البعيدة وتتقلص عند رؤية الأجسام القريبة. ويقوم مركز الإبصار أيضا بالتحكم بطريقة آلية بدرجة تحدب العدسة فبمجرد أن ينظر الشخص إلى مشهد ما فإن الدماغ يقوم على الفور بتحديد درجة التحدب المطلوبة لتظهر صورة المشهد في أوضح أشكالها.




ولكي تحافظ العين على شكلها الكروي وبالأبعاد المطلوبة تم ملئ الفراغ الداخلي الذي يقع خلف العدسة بمادة هلامية شفافة تشبه زلال البيضة يسمى الجسم الهلامي. أما الفراغ الذي يقع أمام العدسة فقد تم ملؤه بمحلول مائي يسمى الخلط المائي وهذا الفراغ مكون من غرفتين الغرفة الأمامية وتقع ما بين القرنية والقزحية والغرفة الخلفية وتقع ما بين عدسة العين والقزحية. وفى الزاوية بين القرنية والقزحية فى الغرفة الأمامية توجد قناة شليم ووظيفتها تصريف محلول الخلط المائى من الغرفتين وإرساله إلى الجسم إذا ما زاد ضغطه عن حد معين حيث أن ارتفاع ضغط العين عن هذا الحد يؤثر على عمل العين ويسبب ما يسمى بالماء الأزرق أو الجلوكوما. ولكي تعمل العين بالشكل المطلوب لا بد من ضمان شفافية المكونات التي يمر من خلالها الضوء إلى داخل العين وهي القرنية والعدسة والسائل الهلامي الذي يملأ حجرة العين. إن المواد الشفافة للضوء الموجودة في الطبيعة قليلة جدا وهي الزجاج والكوارتز والماس والماء ولكن بما أن جميع أجسام الكائنات الحية تبني من مواد عضوية كان لزاما أن يتم تصنيع مكونات العين الشفافة من مواد عضوية بحيث يتكون معظم سيتوبلازم خلاياها من بروتينات شفافة للضوء. ويلزم لضمان شفافية القرنية والعدسة أن تكون خالية من الأوعية الدموية التي تمد خلاياها بالغذاء والأكسجين ولذلك فقد تم تصميم جدرانها بحيث تحصل على احتياجاتها من الغذاء والأكسجين بشكل مباشر عن طريق الترشيح من الخلط المائى الذى يملأ الغرفة الأمامية والغرفة الخلفية.

وتستقر العين داخل جزء من تجويف الجمجمة يسمى المحجر وهذا المكان يؤمن الحماية للعين من جميع الجهات عدا الجهة الأمامية حيث تقوم الجفون بحماية العين أثناء النوم من خلال إغلاقها وكذلك منع وصول الضوء إلى الشبكية لكي تريحها بعد يوم طويل من العمل المتواصل. كذلك تقوم الجفون بترطيب وتنظيف العين وخاصة القرنية من الغبار الذي يقع عليها وذلك من خلال نشر الدموع فى العين والتى تحتوى على مواد تقتل البكتيريا والفيروسات. وتستجيب الجفون بشكل تلقائي لأى جسم قد يهدد العين مثل تحرك الأشياء بسرعة كبيرة في اتجاهها أو مفاجئتها بضوء ساطع وتكون هذه الاستجابة من خلال إغلاق العين كليا أو جزئيا بالجفن.

أما الرموش فإنها إلى جانب الناحية الجمالية فإنها تقوم بحماية العين من دخول الجسيمات الدقيقة وأما الحاجب وهو الشعر الذى يوجد فوق جفن العين على حافة المحجر العليا فوظيفته تحويل اتجاه المواد السائلة من العرق أو الماء بعيداً عن العين. وتقوم الغدد الدمعية التي تقع فى الجزء العلوى الأمامى لمحجر العين بصب الدموع عبر قنوات دمعية على ملتحمة العين ثم تنتقل الدموع إلى زاوية العين الداخلية لتصل إلى القُنيات الدمعية ثم إلى الكيس الدمعى المسئول عن عدم نزول الدموع دفعة واحدة لتجويف الأنف ثم تنتقل إلى القناة الدمعية الأنفية لتصب الدموع فى تجويف الأنف. ويتم التحكم بحركة كرة العين داخل المحجر باستخدام ستة عضلات قادرة على تحريك العين في المستوى الأفقي إلى اليمين والشمال وفي المستوى الرأسي إلى الأعلى والأسفل ويتم تحريك عضلات كل من العينين بشكل متزامن بحيث تتحرك إحدى العينين بنفس الاتجاه التي تتحرك به العين الأخرى.




إن من عنده أدنى معرفة في علم البصريات يعلم أنه لكي تقوم العين بوظيفتها على الوجه الأكمل يجب أن يتم تحديد أبعاد ومواصفات مكوناتها بشكل بالغ الدقة وإن خلللا بسيطا في مواصفات أو أبعاد أحد هذه المكونات قد يؤدي إلى فشل عملية الرؤيا. إن المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه عملية رؤية الأشياء يكمن في قدرة العدسة على رسم صورة للأشياء التي يسقط الضوء المنعكس عنها عند بؤرتها. ويوجد في العين البشرية عدستان تعملان على ضمان وقوع الصورة على شبكية العين أولهما القرنية وهي عدسة محدبة_ مقعرة لها أبعاد ثابتة كما هو مبين في الصورة المبينة أعلاه وهي مسؤولة تقريبا عن ثمانين بالمائة من عملية رسم الصورة على الشبكية. أما العدسة الثانية والتي يطلق عليها اسم العدسة البلورية فهي عدسة محدبة الوجهين ولكن درجة تحدبهما غير ثابتة بل يمكن التحكم بهما من خلال العضلات المحيطة بالعدسة وذلك لكي يتم ضمان وقوع صور الأشياء القريبة والبعيدة بشكل واضح على الشبكية. ويبلغ قطر العدسة تسعة ملليمترات وسمكها عند منتصفها خمسة مليمترات في حالة الإرتخاء. إن وجود عدسة ثابتة التحدب كالقرنية أمام العدسة الداخلية متغيرة التحدب كان ضروريا لتحقيق هدفين أولهما تصغير حجم العدسة الداخلية وذلك لكي يتم التحكم بدرجة تحدبها بعضلات صغيرة وبالتالي تصغير حجم العين وثانيهما لتركيز الضوء الداخل إلى العين من خلال القرنية لكي يمر من خلال حدقة العين الضيقة الواقعة أمام العدسة الداخلية والتي يمكنها التحكم بكمية الضوء الداخل إلى شبكية العين. وكما هو معروف من معادلات العدسات فإن العدسة لن تقوم بعملها إذا كان معامل إنكسار المادة المحيطة بها يساوي معامل إنكسارها فعدسة القرنية التي يبلغ معامل إنكسارها 1.376 محاطة من الخارج بالهواء بمعامل إنكسار يساوي واحد ومحاطة من الداخل بماء العين بمعامل إنكسار يبلغ 1.336 مما يعني أن الوجه المحدب الخارجي للقرنية يلعب الدور الأكبر في عملية إنكسار الضوء وذلك للفارق الكبير بين معاملي الإنكسار. ويتجلى مدى علم مصمم هذه العين القائل عن نفسه سبحانه وتعالى "وخلق كل شئ فقدره تقديرا" في طريقة تصميم العدسة الداخلية حيث أنها موجودة في وسط مادة هلامية شفافة ذات معامل إنكسار قيمته 1.336 وهو يزيد قليلا عن معامل إنكسار الماء البالغ 1.333 فكان لابد لكي تعمل العدسة أن يتم رفع معامل إنكسارها إلى 1.406 عند مركزها. وبما أن هذا الفارق بين معاملي الإنكسار لا زال قليلا فقد استخدم سبحانه وتعالى تقنية بديعة لزيادة قوة تكبير العدسة وهي ما يسمى بالعدسة ذات معامل الإنكسار المتدرج Graded Index lens (GRIN)) فكما هو واضح من الصورة فإن معامل إنكسار العدسة عند وسطها يبلغ 1.406 وعند أطرافها 1.386. ويستخدم البشر اليوم مثل هذه العدسات المتدرجة في كثير من التطبيقات الحديثة مع العلم أن تصنيع مثل هذه العدسات يحتاج إلى معدات بالغة التعقيد. ونشاهد في الصورة كذلك أن نصفي قطر وجهي العدسة البلورية مختلفان في القيمة مما يعطي درجة إضافية من الحرية لضبط مقدار البعد البؤري لها على الرغم من أن تصنيع مثل هذه العدسة غير المتماثلة أصعب بكثير من العدسة المتماثلة. إن من عنده معرفة بأنظمة التصوير يعلم أن تحديد مكان تكون الصورة في نظام تصوير بعدسة واحدة فقط محاطة بالهواء من جانبيها عملية ليست بالسهلة ويزداد الأمر تعقيدا في حالة نظام تصوير بعدستين أو أكثر. أما نظام التصوير في العين فإن فيه من التعقيد ما يصعب حتى على أذكى المختصين من تحديد مكان الصورة الأمثل فهذا النظام كما شرحنا سابقا مكون من عدستين أحدهما ثابتة بمعامل إنكسار 1.376 وبوجهين الخارجي منها محدب بنصف قطر يبلغ 7.259 ملم ومحاط بالهواء والداخلي مقعر بنصف قطر 5.585 ملم ومحاطة بماء العين بمعامل إنكسار 1.336 . أما العدسة الثانية فتقع على بعد 2.794 ملم من العدسة الأولى وهي عدسة محدبة الوجهين بدرجة تحدب متغيرة حيث يبلغ نصف قطر الوجه الأمامي عند الإرتخاء 8.672 ملم والخلفي 6.328 ملم وهما محاطين بماء العين والجسم الهلامي بمعامل إنكسار 1.336 إضافة إلى ذلك فإن معامل إنكسار هذه العدسة متدرج يبلغ عند منتصفها 1.406 وعند أطرافها 1.386.

لقد حدد الله سبحانه وتعالى موقع الشبكية الأمثل على بعد أربعة وعشرين ملليمتر من القرنية وهنا أناشد المختصين في علم العدسات أن يقوموا بحساب هذا البعد ونشر نتائج حساباتهم إن أمكن. والأعجب من كل هذا أن أبعاد مكونات هذه العين رغم أنها مصنوعة من الماء وقليل من المواد العضوية تبقى ثابتة لا تتغير عند كثير من الناس إلى ما يقرب من قرن من الزمن والعين هي العضو الوحيد من بين أعضاء جسم الإنسان التي لا يختلف حجمها من إنسان إلى إنسان إلا بقدر بالغ الضآلة ولا يزيد حجمها مع زيادة حجم الجسم.

إن قيام عدسات العين برسم صورة لما حولها من أجسام على جدار العين الداخلي لا يعني شيئا للكائن الحي إذا لم يتم إرسال هذه الصور إلى الدماغ لكي يدركها. إن أول خطوة من خطوات الإدراك هو تحويل شدة الضوء وكذلك لونه لكل نقطة من نقاط الصورة المكونة إلى إشارات كهربائية يتم نقلها بطريقة ما إلى الدماغ. إن الجهاز الذي يقوم بعملية التحويل هذه هي شبكية العين التي تغطي ما مساحته أحد عشر سنتيمتر مربع أو ألف ومائة مليمتر مربع من الجدار الداخلي للعين في الجزء الخلفي منها والمقابل للعدسة أي ما يعادل 72 % من مساحة جدار العين الداخلي. وتتكون الشبكية من نوعين من الخلايا الحساسة للضوء وهي العصيات التي تستجيب لشدة الضوء فقط بغض النظر عن لونه وهي شديدة الحساسية للضوء الخافت وكذلك لحركة الأجسام ويبلغ عددها مائة وثلاثون مليون خلية تقريبا. أما النوع الثاني فهي المخاريط والتي تستجيب للضوء الشديد أي أنها منخفضة الحساسية ولكنها في المقابل قادرة على تمييز الألوان حيث يوجد منها ثلاثة أنواع تستجيب للألوان الرئيسية الثلاث وهي الأحمر والأخضر والأزرق ويبلغ عددها سبعة ملايين خلية تقريبا موزعة بنسبة 64 % للحمراء و 32% للخضراء و 4% للزرقاء. وتتوزع الخلايا الضوئية بكثافة غير منتظمة على سطح الشبكية حيث تصل كثافتها إلى ما يقرب من مائة وستون ألف في المليمتر المربع الواحد عند مركزها ثم تقل تدريجيا عند الأطراف. وعلى الرغم من أن عدد المخاريط أقل بكثير من العصي إلا أن معظمها موجود في المقلة التي لا يتجاوز قطرها ثلاثة مليمترات وفي مركز المقلة توجد منطقة لا يتجاوز قطرها ملليمتر ونصف تسمى النقرة فيها أكبر كثافة للمخاريط والتي تم تصغير قطرها بالنسبة للمخاريط الأخرى وذلك للحصول على أكبر كثافة ممكنة وفي مركز النقرة توجد منطقة تخلو تماما من العصي. إن منطقة المقلة تقع تماما أمام العدسة البلورية وهي المسؤولة عن الرؤية المركزية فجميع الأجسام التي تقع ضمن زاوية رؤيا تبلغ سبعة عشر درجة ترتسم صورها على هذه المنطقة التي لا يتجاوز قطرها الثلاث مليمترات. فعلى سبيل المثال فإن صورة الشمس أو القمر ليلة البدر تحتل مساحة على النقرة لا يتجاوز قطرها السدس ملليمتر ولهذا السبب فإنه يلزم تحريك العين بإتجاه الشئ المراد رؤيته للحصول على صورة بأكبر قدر ممن من الوضوح. إن المسافة الفاصلة بين مخروطين متجاورين في النقرة لا يتجاوز ميكرومتر ونصف وهذا الرقم لا يزيد كثيرا عن طول موجة الضوء الأحمر البالغ سبعة أعشار الميكرومتر علما بأنه لايمكن بأي حال من الأحوال تمييز الأبعاد التي يقل طولها عن طول الموجة المستخدمة لرؤيتها. ولتوضيح ضخامة هذا العدد من الخلايا الحساسة للضوء نذكر أن عدد الحبيبات الفوسفورية بألوانها الثلاث الموجودة على شاشات التلفزيونات الملونة لا يتجاوز المليون حبيبة وموزعة على مساحة قد تصل لنصف متر مربع. ولا زال المهندسون يعملون جاهدين على تصنيع تلفزيونات بقدرة تمييز تضاهي قدرة تمييز العين البشرية بما يسمى التلفزيونات عالية الوضوح. أما المناظر التي تقع خارج نطاق الرؤيا المركزية والتي قد تصل زاوية الرؤيا فيها إلى ما يقرب من مائتي درجة فإنها ترتسم على بقية الشبكة ولكن بقدرة تمييز أقل بكثير من تلك التي في المقلة.



صورة مجهرية تبين المخاريط والعصي


مقطع عرضي في العصر والمخاريط

إن مهمة العصي والمخاريط كخلايا حساسة للضوء كما ذكرنا سابقا هو تحويل شدة الضوء وكذلك لونه إلى إشارات كهربائية يتم إرسالها من خلال العصب البصري إلى الدماغ ليقوم برسم صورة الشيء المرئي في خلاياه العصبية. إن عملية التحويل هذه عملية بالغة التعقيد تمكن العلماء من كشف بعض أسرارها ولا زالوا يجهلون كثيرا من آليات عملها ومما كشفه العلماء هو أنه يوجد في هذه الخلايا نوع من البروتينات يسمى الرودبسن له أربعة أشكال فالشكل الأول موجود في العصي ويستجيب لجميع ترددات الطيف المرئي والذي يمتد من 400 نانومتر إلى 700 نانومتر. أما الأشكال الثلاثة الباقية فهي موجودة في أنواع المخاريط الثلاثة بحيث يوجد شكل واحد فقط لكل نوع من هذه الأنواع فالبروتين الموجود في المخاريط الحمراء يستجيب لترددات المنطقة الحمراء من الطيف المرئي وكذلك هو الحال للبروتينات الموجودة في المخاريط الخضراء والزرقاء. وعندما يسقط فوتون من الضوء على أحد العصي أو المخاريط وله تردد يقع ضمن نطاق استجابته فإنه يقوم بتفكيك أحد روابط البروتين الحساس للضوء مما يجبره على تغيير شكله ثم يقوم هذا البروتين المعدل بقدح سلسلة طويلة ومعقدة من التفاعلات الكيميائية تنتهي بإنتاج نبضة كهربائية تذهب باتجاه العصبونات المرتبطة بهذه الخلية الحساسة للضوء كما هو مبين في الشكل أعلاه. وتتكون خلايا العصي والمخاريط من جزء أمامي يحتوي على رزمة كبيرة من الأقراص التي تحتوي على البروتين الحساس للضوء وجزء خلفي يحتوي على النواة وعلى المكونات التي تنتج النبضات الكهربائة وعلى أطراف عصبية ترتبط بالخلايا العصبية المتصلة بها.

أما المرحلة التالية من عملية الإبصار فهي إرسال النبضات الكهربائية التي تنتجها الخلايا الحساسة الضوء إلى مركز الإبصار في الدماغ. وبما أن عدد خلايا العصي والمخاريط في الشبكية يصل إلى ما يقرب من مائة وسبعة وثلاثين مليون فإن ربط هذا العدد الهائل من الخلايا بمركز الإبصار باستخدام ليف بصري واحد لكل خلية يتطلب أن يكون قطر العصب البصري خمسة أضعاف مما هو عليه آلان وهذا سيحتل حيزا كبيرا من حجم الدماغ وكذلك من مساحة الشبكية. ولذلك فقد تم تقليص عدد ألياف العصب البصري إلى ما يزيد قليلا عن مليون ليف مما تطلب إنشاء شبكة معقدة وذكية من الخلايا العصبية داخل الشبكية تقوم بربط مخارج مائة وثلاثون مليون من العصي وسبعة ملايين من المخاريط بمداخل مليون ليف عصبي. ويوجد في شبكة التحويل هذه أربعة أنواع من الخلايا العصبية تقوم بوظائف متعددة ومحددة ومعقدة لازال العلماء يعملون جاهدين لكشف تركيبها وفهم وظائفها وآليات عملها. إن أول طبقة من الخلايا العصبية التي تلي الخلايا الحساسة للضوء تحتوي على نوعين من الخلايا النوع الأول هو الخلايا ثنائية القطبية وهي تقوم بعدة وظائف أهمها تجميع مخارج عدة خلايا ضوئية لتنتج مخرجا واحدا فقط وذلك لتقليص عدد الألياف الذاهبة للدماغ وكذلك التحكم بعدد النبضات التي تمرر من خلالها بإتجاه الدماغ. ويوجد أحد عشر نوعا من الخلايا ثنائية القطبية منها نوع واحد يرتبط بالعصي أما العشرة الباقية فترتبط بالمخاريط وقد يصل عدد العصي المرتبطة بخلية عصبية ثنائية القطبية إلى ما يزيد عن مائة عند أطراف الشبكية وينزل إلى عدة عصي عند مركزها. وبما أن المخاريط الموجودة في مركز الشبكية هي المسؤولة عن الرؤية المركزية وكذلك عن تحديد اللون فإنه يتم في الغالب ربط مخروط واحد فقط بخلية عصبية واحدة وقد يزيد إلى عدة مخاريط عند الأطراف. وربما يسأل سائل عن الفائدة من وجود هذا العدد الكبير من العصي وينتهي الأمر بربط مائة منها بخلية عصبية واحدة والجواب على هذا هو لزيادة مدي رؤية العين من خلال زيادة مساحة الشبكية وكذلك زيادة حساسيتها للضوء الخافت جدا حيث أن احتمالية إلتقاط عدد قليل من الفوتونات الضوئية يزداد مع زيادة عدد العصي وغالبا ما يتم هذا خارج منطقة الرؤيا المركزية حيث لا يلزم درجة تمييز عالية. أما النوع الثاني من الخلايا العصبية فهي ما يسمى بالخلايا الأفقية وهي ترتبط من خلال أطرافها بالوصلات التي تربط العصي والمخاريط بالخلايا ثنائية القطبية وهي تعمل على تنسيق وتنظيم معدلات مرور النبضات الكهربائية الخارجة من الخلايا ثنائية القطبية فقد يوقف بعضها تماما أو يقلل معدلات بعضها ولا زال العلماء يجهلون كثيرا من وظائفها وآليات عملها. أما النوع الثالث فهي ما يسمى بخلايا الجينجليون وهي ترتبط من طرف بالخلايا ثنائية القطبية حيث تستقبل منها النبضات الكهربائية وبالألياف العصبية من الطرف الآخر حيث تمرر النبضات الكهربائية من خلاله إلى خلايا الدماغ في مركز الإبصار. وقد ترتبط كل خلية من هذه الخلايا بعدد من الخلايا ثنائية القطبية وذلك للحصول على مزيد من التقليص في عدد الألياف اللازمة لنقل الصور إلى الدماغ والقيام بالمعالجة التي تتعلق بألوان الصور. أما النوع الرابع من الخلايا العصبية فهي خلايا أمسراين وهي كالخلايا الأفقية تعمل على تنسيق عمل خلايا الجينجليون المتجاورة من خلال تنظيم معدلات مرور النبضات الكهربائية.




الشكل يبين آلية تحرر البروتينات من العصي والمخاريط وتشكل النبضات الكهربائية

تتوزع هذه الخلايا العصبية على جميع سطح الشبكية ولذلك فإن جميع الألياف العصبية الخارجة منها تسيير بشكل شعاعي باتجاه مركز الشبكية وتتجمع في منطقة صغيرة تسمى القرص البصري تقع على بعد خمسة ملليمترات من مركز الشبكية لتخرج هذه الألياف من جدار العين على شكل كيبل يسمى العصب البصري الذي يبلغ قطره عند الشبكية مليمتر ونصف. وتخلو منطقة العصب البصري عند الشبكية تماما من الخلايا الحساسة للضوء ولذلك فإن أي صورة ترتسم عليها لا يمكن رؤيتها أبدا ولذلك سميت هذه المنطقة بالبقعة العمياء. ولكن وبسبب أن مركز الإبصار يبني الصورة النهائية من صورتين مأخوذتين من عينين فإنه من النادر أن تظهر البقعة العمياء في المشاهد التي نراها. وقد يتساءل بعض القراء عن سبب خلو القرص البصري من العصي والمخاريط وقد يكون الجواب مفاجئ لبعضهم إذا ما علموا أن الخلايا الحساسة للضوء لا تقع على سطح الشبكية المواجه للضوء القادم من العدسة بل تقع خلف شبكة معقدة جدا من الخلايا العصبية والألياف العصبية والأوردة والشرايين وعلى الضوء أن يخترق عدة طبقات من الشبكية حتى يصل للخلايا الحساسة للضوء.



مقطع في الشبكية يظهر فيه توزع المخاريط والعصي وترابطها مع الخلايا العصبية البصرية


ومما يبعث على السخرية أن يقول أحد العلماء الملحدين أن وضع الشبكية بهذا الشكل المقلوب دليل على أن الصدفة هي التي صممت وصنعت هذه العين فمثل هذا الخطأ في التصميم لا يمكن أن يقع فيه عاقل وهذا يعني على حسب استنتاجه أنه لا وجود للإله الذي يؤمن به بعض البشر والذي يقولون عنه أنه لا حدود لعلمه وقدرته. ونقول لهذا المعتوه هل يمكن لمن قام بتصميم جميع أجزاء العين البالغة التعقيد على أكمل وجه كما شرحنا سابقا يعجز عن إدراك حقيقة أن الخلايا الحساسة للضوء يجب أن توجه باتجاه مصدر الضوء. ولو أن الصدفة هي التي صممت العين كما يدعي لكان لزاما أن تكون هذه الخلايا موجه باتجاه الضوء فالصدفة لا تفكر ولا تصمم بل تترك الأشياء تتصرف وفق قوانين الطبيعة. بل إن هذه الشبكية المقلوبة لهي أكبر دليل على أن الذي قام بتصميمها إله لا حدود لعلمه وقدرته فلو أننا طلبنا من جميع مهندسي العالم تصميم كميرة تلفزيونية يقع فلمها الحساس للضوء خلف شبكة معقدة من الأسلاك ومن ثم تقوم بوظيفتها على أكمل وجه لفشلوا فشلا ذريعا في عمل ذلك. وفي المقابل نجد أنه على الرغم من وجود الخلايا الحساسة للضوء في العين خلف هذه الشبكة المعقدة من الخلايا والألياف العصبية والأوردة والشرايين إلا أنها تقوم بوظيفتها على أكمل وجه بحيث يستطيع الإنسان قراءة الأحرف الكتابية الصغيرة على ضوء شمعة أو حتى على ضوء القمر. وفي هذه الشبكية المقلوبة يتحدى الله البشر لا ليصنعوا أجهزة بصرية مثلها بل فقط ليقوموا بحل لغز قدرة الخلايا الحساسة للضوء على إلتقاط الضوء رغم وجود عدة طبقات من الخلايا العصبية والشرايين أمامها. ونقول لهذا المدعي العلم إن العلماء قد تمكنوا أخيرا من كشف سر وجود الخلايا الضوئية بهذا الشكل المعكوس فقد وجدوا أن هذه الخلايا تستهلك كميات كبيرة من البروتينات والأنزيمات لإتمام عملية تحويل الضوء إلى نبضات كهربائية وتتخلص كذلك من كميات كبيرة من نواتج التفاعلات الكيميائية فكان الحل في وضعها ملاصقة لجدار المشيمة لإمدادها بما يلزمها من مواد بشكل متواصل. وكذلك فإن عدم سقوط الضوء بشكل مباشر على الخلايا قد يحميها من التلف فكلنا يعلم أن النظر إلى الشمس وهي مكسوفة يسبب العمى وذلك لتعرضها للضوء فوق البنفسجي الذي يسبب التلف لمعظم خلايا الكائنات الحية. ولهذه الأسباب تطلب الأمر وضع الخلايا والألياف العصبية أمامها ولكن بتوزيع بالغ الإتقان بحيث يمكن للضوء المرئي أن ينفذ من خلال هذه الشبكة المعقدة بكل سهولة ويسر بينما يتم امتصاص الضوء فوق البنفسجي الضار وأكبر دليل على نجاح هذا التصميم البارع أن العين تعمل على أكمل وجه ونرى الصور بمنتهى الوضوح حتى في أخفت الأضواء. ونقول أخيرا لهذا الجاهل ولأمثاله من الملحدين هل ترى من عيب في عمل العين رغم هذا الذي تقول أنه خطأ في تصميم الشبكية وصدق الله العظيم القائل في محكم تنزيله "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ" تبارك 3-4.


شكل يوضح مقطع لشبكية العين حيث يظهر فيه الخلايا العصبية التي تنقل السيالة الكهربائية إلى مركز الرؤية في المخ

يتكون العصب البصري من مليون ومائتي ألف ليف بصري بقطر لا يتجاوز الميكرومترين لكل منها وقد تم لفها بإحكام داخل كيبل لا يتجاوز قطره المليمتر والنصف عند خروجه من الشبكية ولكنه يزداد ليصل إلى عدة مليمترات بعد خروجه من محجر العين. ويسير العصب البصري لكل عين باتجاه قاعدة المخ ليتلقيا في مكان محدد وعنده يتم تقسيم الألياف البصرية في كل عصب إلى نصفين نصف يذهب إلى مركز الإبصار المخصص لتلك العين أما النصف الثاني فيذهب إلى مركز الإبصار المخصص للعين الأخرى. وهذا يعني أن نصف الصورة المرسومة على الشبكية لكل عين يتم إظهاره في مركز إبصار العين الأخرى والنصفان اللذان يتم تبادلهما هما الصورتان المرسومتان على نصفي الشبكية المجاورتين للأنف. إن مثل هذا التبادل ضروري لإظهار صورة واحدة فقط من خلال دمج الصورتين اللتين التقطتهما العينين مع التأكيد على أن المنطقة الوسطى من الصورة التي تقع أمام الأنف يتم إلتقاطها من كلا العينين. إن عملية إظهار صورة واحدة من خلال دمج صورتين مأخوذتين من عينين أو كميرتين عملية بالغة التعقيد فإزاحة مهما صغرت بين الصورتين المتراكبتين سينتج عنها صورة مشوشة ولكن مركز الإبصار في الدماغ يقوم بمعالجة بالغة التعقيد للصورتين ليظهر صورة أكثر وضوحا من الصورتين كل على انفراد. لا يذهب العصب البصري مباشرة إلى مركز الإبصار الذي يقع في مؤخرة الدماغ بل يمر على منطقة في قاع الدماغ يسمى الثالموس والذي يتكون من ستة طبقات ترتبط الألياف البصرية بالخلايا العصبية الموجودة في الطبقة الأولى بينما تخرج من خلايا الطبقة الأخيرة ألياف بصرية تنقل الإشارات المعالجة مبدئيا إلى مركز


صورة لشبكية العين يظهر فيها البقعة العمياء والأعصاب البصرية

الإبصار. يتكون مركز الإبصار بدوره من خمسة طبقات تحتوي على ما يزيد عن ثلاثمائة مليون خلية عصبية ترتبط ببعضها البعض بطريقة محددة ومعقدة. وقد وجد العلماء أن كل طبقة تقوم بمعالجة محددة لإشارات الصور القادمة إليها فبعضها للتعرف على الأشياء وبعضها للتعرف على الحركة وبعضها لرسم صورة ثلاثية الأبعاد وبعضها للتحكم بحركة العين والعدسة والحدقة والجفون. إن ربط مليون ومائتي ألف ليف بصري بخلايا المركز البصري بحيث تكون هذه الخلايا مرتبة مكانيا حسب ترتيب الخلايا الحساسة للضوء الموجودة في الشبكية معجزة من معجزات النظام البصري. وللتدليل على مدى تعقيد هذه العملية نذكر أن مهندسي الاتصالات يواجهون صعوبة بالغة عند ربط المقاسم الهاتفية بكبلات تحتوي على عدة مئات من الأسلاك فيقومون بتلوين وترقيم هذه الأسلاك لكي لا تختلط الإشارات المنقولة عليها وتذهب في غير اتجاهاتها. إن التعقيد الموجود في تركيب العين البشرية لا يكاد يذكر مع تركيب مركز الإبصار والبرمجيات الموجودة فيه بحيث يمكن للبشر وغيرهم من الكائنات من رؤية الأشياء. إن الصور ترتسم في مركز الإبصار على شكل إشارات عصبية تتحرك بشكل متواصل بين ملايين الخلايا العصبية ولكن العلماء لا زالوا عاجزين تماما عن إيجاد تفسير مقنع للطريقة التي يدرك بها الإنسان الصور. لقد بدأ العلماء حديثا بكشف بعض طرق معالجة الإشارات الكهربائية القادمة من الشبكية عبر العصب البصري والتي يقدر العلماء معدل نقلها بعشرة ملايين نبضة في الثانية وتبين لهم مدى ضخامة المعالجة التي يقوم بها الدماغ للصور والتي لا يمكن أن تقوم بها آلاف الحواسيب الجبارة. إن الصور التي ترتسم على الشبكية في كلا العينين هي صور ثنائية الأبعاد وعلى مركز الإبصار أن يعالج الصورتين لينتج منهما صورة ثلاثية الأبعاد ومتحركة. ومن معجزات نظام الإبصار هو قدرته على التعرف على الأشياء الموجودة في الصور الملتقطة وقد يظن غير العارف أن هذه عملية سهلة ولكنه سيغير رأيه إذا ما علم أن العلماء قد كتبوا برامج بالغة التعقيد في حواسيب جبارة لكي تتعرف هذه الحواسيب على أشكال بسيطة موجودة في صور إلتقطتها الكميرات. أما العملية الأعقد من عملية التعرف على الشكل الثابت هي عملية إكتشاف الأشياء المتحركة في الصور المتتابعة ولقد أجرى العلماء عدد لا يحصى من الأبحاث لكشف سر الطريقة التي يعمل به الدماغ لإجراء مثل هذه العملية. أما عملية تخزين ملايين البلايين من المشاهد التي تلتقطها عيني الإنسان على مدى عمره في هذه الذاكرة المحدودة فلا زال العلماء يخمنون تخمينا كيف تنجز وفي أي مكان تتم.

إن كل ما شرحناه من تعقيد في تركيب مكونات العين ومركز الإبصار يتضاءل تماما عندما نعلم كيف أن هذه العين بكامل مكوناتها يبدأ تصنيعها من خلية واحدة فقط فبعد أن تنقسم هذه الخلية إلى عدد كاف من الخلايا تتولى واحدة منها فقط تصنيع الصلبة (بياض العين) وعندما تصل إلى امتدادها وهي منطقة القرنية تبدأ بإنتاج خلايا شفافة للضوء وبتحدب يختلف عن ذلك الذي للصلبة. وتتولى خلية أخرى تصنيع المشيمة وما فيها من ملايين الشعيرات الدموية وعندما تصل إلى المقدمة تبدأ بتصنيع القزحية وما فيها من عضلات ترتبط بأعصاب تصل إلى الدماغ. وتتولى خلية أخرى تصنيع الشبكية وما تحويه من مئات الملايين من العصي والمخاريط ومئات الملايين من الخلايا العصبية كل في مكانها الصحيح ثم تقوم بربط هذه الخلايا بطريقة لا مجال للخطأ فيها وإلا فشلت العين بالقيام بوظيفتها. وتتولى خلية تصنيع العدسة البلورية بأبعاد محددة بحيث لا تجد أي فرق يذكر في أبعاد عدسات جميع أفراد البشر وتقوم كذلك بتحديد معامل الإنكسار في كل جزء من أجزائها طبقا لحسابات بالغة الدقة. وهكذا الحال لبقية مكونات العين من جفون ورموش وألياف بصرية وغدد دمعية. والأعجب من كل هذا أن تقوم خلية واحدة بتصنيع مركز الإبصار في مؤخرة الدماغ ومن ثم يتم ربطه بمليون ومائتي ألف ليف بصري مرتبطة بالخلايا العصبية الموجودة في الشبكية على مسافة ليست بالقليلة. إن العقل يكاد أن يتصدع عندما تفكر كيف أن خلية لا ترى ولا تسمع تقوم من تلقاء نفسها بتصنيع عدسة بمقاسات بالغة الدقة وعندما تنتهي من تصنيعها بالأبعاد المطلوبة تتوقف عن الانقسام وهكذا الحال مع باقي المكونات. بل إن العقل ليجفل والجلد ليقشعر عندما يفكر المرء كيف أن هذه الخلايا تنقسم في أماكن متباعدة من العين ثم يكون الناتج أن المسافة بين مركز الشبكية ومنتصف القرنية أربعة وعشرون ملليمتر بنسبة خطأ لا تكاد تذكر عند بلايين البلايين من البشر وكذالك الحال مع أعين بقية الكائنات الحية والتي لا يعلم عدد أنواعها وأعداد كل نوع منها إلا الله سبحانه وتعالى!



الشكل يوضح آلية الرؤية والإبصار

إن في تصميم النظام البصري من التعقيد ما يحتاج شرحه من قبل مختصين مئات بل آلاف الكتب ولكن في هذا الشرح ما يكفي لإقناع القارئ بأن منتهى الجهل أن يصدق إنسان عاقل أن الصدفة بإمكانها أن تهتدي لطريقة تصنيع هذه الأجهزة المعقدة. فلكي تتمكن الصدفة من اختراع نظام البصر للكائنات عليها أن تعرف أولا أن هنالك مصدرا للضوء وهو الشمس يصل ضوؤها إلى الأرض التي تعيش عليها هذه الكائنات. وعليها أن تعرف ثانيا أن هذا الضوء عندما يسقط على الأشياء ينعكس عنها بدرجات متفاوتة وعليها أن تستفيد من هذه الضوء المنعكس لترسم صورة عن الأشياء في دماغ هذه الكائنات. ولكي تتمكن الصدفة من رسم صورة للأشياء عليها أن تعرف أن هذا لا يمكن أن يتم إلا بوجود جهاز عجيب وهو العدسة التي يسقط الضوء المنعكس عليها من جهة فتبني صورة للشيء على الجهة الأخرى. إن من عنده أدنى علم بنظام العدسات لا بد أن يتساءل عن الطريقة التي تمكنت بها الصدفة من كتابة برامج لتصنيع عدسات الأعين بالمقاسات الصحيحة لملايين الكائنات الحية والطريقة التي تمكنت بها من تحديد البعد بين العدسة والشبكية لتكون الصورة المتكونة عليها أوضح ما يمكن. وكذلك الطريقة التي تمكنت بها من تصنيع الخلايا الحساسة للطيف المرئي من ضوء الشمس والطريقة التي حددت بها أعداد هذه الخلايا على شبكيات هذه الكائنات. ومما يثير العجب أن الصدفة قد أدركت أن العدسة الثابتة الأبعاد لا تساعد الكائن على رؤية الأشياء القريبة والبعيدة بنفس الوضوح فاخترعت لذلك نظام تحكم بالغ الإتقان يستطيع أن يغير أبعاد العدسة بطريقة تلقائية حسب بعد المنظر عن العين. ولكي يدرك القارئ مدى صعوبة تغيير أبعاد العدسة في الأعين نذكره بأنه على الرغم من التفوق التقني الذي أحرزه البشر في هذا العصر إلا أنهم لا زالوا يستخدمون العدسات الثابتة في كميراتهم ويضطرون لتحريك العدسة لتوضيح الصور الملتقطة. إن تكون صورة للشيء على سطح ما لا يعني أيّ شيء للكائن إذا لم يتم نقل هذه الصورة إلى دماغه ولذلك فعلى الصدفة أن تخترع خلايا حساسة لشدة الضوء يتم ترصيع السطح الذي تكونت عليه الصورة بعدد كاف منها ومن ثم تقوم بربط كل خلية من هذه الخلايا الحساسة بخلايا عصبية في الدماغ باستخدام عدد مماثل من الخيوط العصبية. إن جميع هذه الاختراعات العجيبة والمعقدة لا تكاد تذكر في تعقيدها مع الطريقة التي سيبني بها الدماغ صورة للأشياء التي يمكن للكائن الحي أن يحس بها ولا زال علماء البشر يضربون أخماسا بأسداس وهم يحاولون فهم الآلية التي يستخدمها الدماغ للإحساس بصور الأشياء. إن الحواسيب التي تقوم بتخزين الصور الثابتة والمتحركة التي تلتقطها الكاميرات الموصولة بها لا يمكنها أن تدرك هذه الصور كما تدركها أدمغة الحيوانات بما فيها الإنسان. أما أعجب ما عملته الصدفة كما يدعي الملحدون في نظام الإبصار فهو رؤية الأشياء بألوانها الطبيعية وكان على الصدفة لتحقيق هذا الهدف أن تكتشف حقيقة فيزيائية بالغة الأهمية في مجال الضوء وهي أنه بالإمكان الحصول على أيّ لون من خلال دمج ثلاثة ألوان أساسية بنسب متفاوتة. وبناء على ذلك فقد تم تصنيع شبكية العين بحيث تتكون من أربعة أنواع من الخلايا الحساسة للضوء واحدة منها تستجيب لشدة الضوء بينما تستجيب الثلاثة المتبقية للألوان الأساسية الثلاثة وهي الأحمر والأخضر والأزرق. وعلى الرغم من كل هذه المعجزات في تركيب العين إلا أن بعض علماء البشر ممن يعرفون هذا الحقائق لا زالوا يصرون على أن الصدفة هي التي قامت بتصميم هذه العين العجيبة وصدق الله العظيم القائل فيهم "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " الحج 46.

وأخيرا فإن نظام الإبصار يتكون من عدد كبير من المكونات وفي كل مكون منها من تعقيد التركيب ما عجز العلماء من كشف كثير من أسراره حتى الآن ولهذا فإن خللا في أحد هذه المكونات كفيل بتعطيل كامل هذا النظام. إن احتمالية حدوث عطل في أحد مكونات هذا النظام المعقد كبيرة جدا حيث تزداد هذه الاحتمالية مع زيادة عدد مكوناته وزيادة عمره التشغيلي. فمن السهل جدا لولا تقدير الله وحفظه أن تفقد القرنية أو العدسة أو ماء العين شفافيتها أو تتعطل عضلات العين أو القزحية أو عضلات العدسة أو أن تدمر الشبكية من الضوء الزائد أو تتلف الألياف العصبية أو أن ينقص إمداد الخلايا الحساسة للضوء من البروتينات اللازمة لعملها أو إلى آلاف الأعطال الممكنة وصدق الله العظيم القائل "قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" الملك 23 والقائل سبحانه "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ" الأنعام 46.


المراجع

1- .القرآن الكريم

2- معجزة خلق الإنسان، هارون يحيى، موقع هارون يحيى على الانترنت.

آلية حدوث الإسكار في الجسم بسبب تناول المشروبات الكحولية


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وبعد :


فمن رحمة الله بهذه الأمة , أنه أحلَّ لها الطيبات وحرَّم عليها الخبائث , قال تعالى : "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ" الأعراف 157 ومن جملة ما حرَّمه الله على المسلمين الخمر والمسكرات قال عز من قائل :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تفلحون" المائدة90

وكما هو معلوم فإن هذه الحرمة تشمل كل مُسكر سواء كان من عصير العنب أو من غيره , قليلاً كان أو كثيراً , وبالجملة , تحرم أيضاً كل أنواع المخدرات كالحشيشة وما أشبهها مما ثبت حصول الإسكار به , ومن أدلة التحريم المذكورة في السنة النبوية المطهرة ؛ ما رواه مسلم عَنِ ابن عمر قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " , وأيضاً ما رواه أحمد في مسنده وأبو داوود في سننه بسند صحيح عن أم سلمة رضي الله عنها قالت " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر".


ولقد اهتم الباحثون قديماً وحديثاً بدراسة آثار ومضار المسكرات , و تشخيص حالات الإصابة بالسُكر والإدمان من الناحية الفيزيولوجية والنفسية , أما البحث عن آلية الإسكار بالنسبة للمشروبات الكحولية على مستوى الكيمياء الحيوية في جسم الكائن الحي , فقد بدأ مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي .

إنَّ آلية تأثير جزيئة الكحول الإيتيلي (الإيثانول) على الجسم , ومن ثم حصول عملية الإسكار مرتبطة بشكل وثيق بقدرة الكحول الايتيلي على الارتباط بالمستقبلات GABA-A الموجودة في مستوى المشابك العصبية في الجهاز العصبي المركزي , حيث أنَّ عمل المستقبلات GABA-A يكمن في تنظيم دخول شوارد الكلوريد -Cl إلى داخل المشابك العصبية .




صورة توضح توضع المستقبلات GABA-A GABA-B , GABA-C, في منطقة المشبك العصبي , حيث يتم تنظيم دخول الشوارد المعدنية إلى داخل الخلية العصبية لتثبيط أو تنشيط السيالة العصبية



يعتبر الناقل العصبي GABA (غاما أمينو حمض الزبدة) المنظم والمحرض الأساسي لعمل المستقبلات GABA-A, ويؤدي تفعيل هذه المستقبلات من قبل الناقل GABA في مستوى المشابك العصبية إلى دخول شوارد الكلوريد إلى داخل المشبك , مما يولد فرطاً في الاستقطاب ينتج عنه تثبيط في نقل السيالة العصبية .
إنَّ خاصية الارتباط على المستقبلات GABA-A موجودة لدى العديد من الجزيئات منها : الكحول الإيتيلي , المركبات من عائلة البنزوديازيبين (مثل الفاليوم) , بعض الستيروئيدات العصبية وغيرها , وجميع هذه الجزيئات تعمل على تفعيل دورالمستقبلات GABA-A مما يؤدي إلى حدوث التثبيط وبالتالي التخدير والإسكار في حال الإفراط , وعلى العكس فإن الجزيئات التي تثبط عمل المستقبلات GABA-A تؤدي إلى تحديد دخول شوارد الكلوريد إلى داخل المشبك ومن ثم الإصابة بنوبات صرع

خلايا بشرية مصورة بمجهر الكتروني

jeol2000
صور من خلال مجهر الكتروني يجعل للخلايا البشرية شكل غير المتعارف عليه  وستبدو لكم كلوحة فنية مرسومة بدقة لايملك صنعها أوخلقها أحد سوى الخالق 15 صوره نادرة لخلايا الجسم البشري لم تشاهدوها قبل الآن وبدقة عالية وثلاثية الأبعاد ملونة باستخدام المجهر الكتروني الذي يستخدم شعاع من الالكترونات عالية الطاقة لمسح الصور من السطوح بدقة عالية  . قام  Max Knoll وهو أول شخص قام بعمل هذا النوع من الصور العالية الوضوح عام 1935 ومن خلال هذه الصور ستقوم برحلة اكتشاف الذات والتي ستبدأ من خلايا دماغك  مرورا بصدرك انتهاء بأمعاء البطن سترى الخلايا السرطانية و ستشاهد ما يحدث عند التقاء السائل المنوي بالبويضة و لأول مرة ترى نفسك بطريقة مختلفة عن السابق.

  • خلايا الدم الحمراء :

تبدو كالحلوى التي يتناولها الأطفال ولكنها في الحقيقة أكثر أنواع خلايا الدم في جسم الإنسان شكلها مقعر مهمتها صعبة تتجلى بحمل الأوكسجين لكافة أنحاء الجسم ويكون عددها اكبر ضمن أجسام الأشخاص الذين يعيشون في الجبال لقلة الأوكسجين في المرتفعات.
صفيحات الدم الحمراء
  • تقصف نهاية الشعرة عند الإنسان :

إن  وضع واستعمال الكريم والجل والشامبو مع البلسم ومساحيق العناية بالشعر يمكن أن يقيكم من أن يحصل معكم كما حصل للشعرة في هذه الصورة  لنهاية شعرة بشرية متقصفة وغير طبيعية كما يراها المجهر الإلكتروني.
شعرة بشرية متقصفة
  • الخلايا العصبية الدماغية :

100 بليون من الخلايا العصبية ضمن دماغك ان الخلايا التي تدعى Purkinje  هي الأكبر وتقوم بإدارة والتنسيق مع القشرة الدماغية ضد أمراض المناعة الذاتية والطفرات الوراثية والأمراض العصبية وأمراض التوحد وتقوم المحاليل المخدرة مثل الكحول والليثيوم بعرقلة عمل هذه الخلايا.
الخلايا العصبية الدماغية
  • الخلايا الشعرية في الأذن :

نظرة وصورة داخلية لأذن الانسان والتي تحتوي على هذه الشعيرات المسؤولة عن ميكانيكية السمع  عن طريق تمايلها وإهتزازها مما يسبب نقل الصوت عبرها  حيث تقوم  بإيصال الصوت إلى دماغنا .
خلايا الشعرية في الأذن
  • الأوعية الدموية الخارجة من العصب البصري :

صورة رائعة للخلايا العصبية الخارجة من العين إلى الدماغ ليقوم دماغنا بتفسيرها ويمكنكم رؤية  التجمع الأسود في الوسط هو النقطة العمياء والتي لا يوجد فيها أعصاب بصرية ولايمكن الابصار منها.
الأوعية الدموية الخارجة من العصب البصري
  • براعم التذوق في اللسان :

يحتوي لسان الإنسان 10.000 برعم ذوقي مسؤوله عن إحساسنا بالطعوم منها براعم مهمتها الاحساس بالطعوم  الحامضة و منها عن الطعوم المرة و منها عن الطعوم المالحة و منها عن الطعوم  الحلوة وتتوزع هذه الحليمات الذوقية على كامل اللسان من الاعلى وتتوزع بطريقة متناسقة على اللسان ضمن فم الانسان.
صورة لحليمة ذوقية تتوضع على اللسان
  • بليك الأسنان :

فرشاة الأسنان وضرورتها هكذا يبدو السن وهذه صورة للطبقة التي تتجمع على الأسنان بعد تناول الطعام.
بليك الأسنان
  • تخثر الدم أو تجلطه:

صورة لتجلط دموي والصورة تظهر بوضوح كريات الدم الحمراء وهي تتجمع وتتماسك لتمنع النزيف وبينها شبكات حتى تغلق الجرح أما الشيء الأبيض في الوسط فهو كريه بيضاء.
تجلط دموي
  • الفيولي في الرئة :

صورة لتجاويف الفيولى وهي المنطقة التي تتم فيها مبادلة الغازات مع الدم في جسم الانسان.
الفيولي في الرئة
  • خلايا سرطانية في الرئة :

هذه صورة لرئة وتحتوي على خلايا سرطانية وهي تتناقض مع الصورة السابقة للرئة السليمة.
خلايا سرطان داخل الرئة
  • زغيبات الأمعاء الدقيقة :

يتم امتصاص الطعام ضمنها وان دققتم جيدا سترون بقايا طعام عالقة ضمن احد التلافيف.
زغيبات الأمعاء الدقيقة
  • البويضة البشرية مع خلايا الإكليلية :

الشبكة الأرجوانية الخارجية هي لحماية البويضة وبنفس الوقت هي مصيدة ومغناطيس تقوم بجذب للحيوانات المنوية إليها ليتم الإلقاح.
البويضة البشرية مع الخلايا الإكليلية
  • الحيوانات المنوية الموجودة على سطح البويضة البشرية :

وصورة للحيوانات المنوية وهي تحاول اختراق البويضة لايفلح الا حيوان منوي واحد في الاختراق ويتكون بعد ذلك الجنين البشري .
صورة للحيوانات المنوية وهي تحاول اختراق البويضة
  • الأجنة البشرية والحيوانات المنوية :

يبدوا أن العالم في حالة حرب ، ولكن هذه الصورة في الواقع بعد مرور خمسة أيا م على إخصاب البويضة مع بعض من السائل المنوي مازال حولها.
الجنين البشري والحيوانات المنوية
  • صورة ملونة لجنين بشري تم إخصاب البويضة منذ ستة أيام :

وتبدأ دورة الحياة من جديد جنين بشري جديد وخلق جديد مزروع في بطانة الرحم وسبحان الله.
صورة ملونة لجنين بشري تم إخصاب البويضة منذ ستة أيام

من عجائب عمل الدماغ ... هل تحب أن تسترجع حالة إيمانية عالية

من عجائب عمل الدماغ ...

هل تحب أن تسترجع حالة إيمانية عالية مررت بها ؟؟؟


في أحيان كثير يمر الإنسان بأوقات يكون فيه في قمة السعادة

أو قمة الحالة الروحيانية اأو الإيمانية

هل تحب أن تعةد اليك تلك الحالة

الأمر ليس صعباً

اتبع الخطوات التالية :

1 ـ حاول ا، تجلس جلسة استرخاء وتتذكر لك الحالة الإيمانية

2 ـ تذكر هل قرأت آيات من القرآن معينة في تلك الحالة أو رددت ذكرا خاصا

3 ـ حلول أن تردد نفس الآيات أو نفس الأذكار

4 ـ ستحس أن الدماغ قام بتفاعلات كيمائية عجيبة واعادك إلى نفس الحالة التي كنت فيها من السعادة


إن العقل البشري لهو من أعجب خلق الله

{وفي أنفسكم أفلا تبصرون}

ومن عجائب هذه الخليقة التي تُسمى الدماغ خصيصة كشفها لنا تقدم علم الطب,

ففي إحدى الدراسات تم تحديد التفاعلات التي تحدث في الدماغ أثناء مشاهدة منظر أو حدث, وذلك باستخدام أجهزة تكشف مناطق الدماغ التي استحثت أثناء المشاهدة,

فطلب من الأشخاص المشاركين في الدراسة أن يركزوا كل قواهم العقلية في النظر إلى صورة من صور الطبيعة, وفي أثناء ذلك يتم تحديد التفاعلات التي حدثت في الدماغ أثناء النظر إلى هذه الصورة وهي خلاصة التفاعلات الكيميائية الدماغية,

وفي اليوم التالي طلب من الأشخاص المشاركين في الدراسة إغماض أعينهم وتذكر الصورة التي شاهدوها بالأمس (تماما كما رأوها) والتركيز على ذلك فقط,

هنا حدثت المفاجأة
>
>
>
>

>
>

مجرد تذكر الصورة ذاتها أدى إلى إحداث تفاعلات مطابقة تماما للتفاعلات التي حدثت من جراء النظر إلى الصورة الحقيقية بعينها,


أي بمعنى آخر فإن الدماغ البشري لا يستطيع التمييز بين ما يرى كحقيقة واقعة أمام العين وما يرسمه صاحب هذا العقل والدماغ من صورة في الدماغ, وبناء على هذه الصورة والتفاعلات المصاحبة يفرز الدماغ عشرات المواد الكيميائية والهرمونات مثل (الدوبامين) والتي من شأنها أن تغير فسيولوجية الإنسان من غم وهم إلى فرح وانشراح,

ومن إحساس بالضعف والهوان إلى إحساس بالقوة والنشاط,

ومن الإحساس بالذل والضعة إلى الإحساس بالعزة والرفعة.

كيف يعمل الدماغ

الدماغ
أدواته :
100ملیار خلیة عصبیة و عدد غیر محدد من الوصلات.
لغته :
نبضات كهربائية محدودة وحوالي 50 مادة كيميائية .
وظيفته:
الإشراف على عمل الجسم، معالجة الإشارات القادمة من الخارج، تخزین الذكریات، و الأھم من ذلك اعطاؤنا القدرة على التفكیر.

الدماغ ھو الجزء الأكثر تعقیداً والأكثر غموضاً في الجسم البشري ... ما بين 1300 إلى 1500 غرام من النسج الھلامي مكون من 100 ملیار خلیة (الخلایا العصبیة)،تنشئ كل منھا أكثر من عشرة آلاف من الوصلات التي تربطھا بالخلایا القریبة منھا.


جزیئات تتكلم مع بعضھا تشكیلات من الوصلات العصبیة أو ما یمكننا تسمیته بالشبكة العصبیة العظیمة الخاصة بالدماغ... بین الوصلات العصبیة لا یوجد اتصال مباشر؛ بل یوجد فراغ یتم التغلب علیھ بواسطة مواد كیمیائیة تعتبر "الكلمات" في النظام الدماغي.[/color]الحمل والولادة :
خلال تطور الجنین داخل الرحم، یقوم الجسم بإنتاج ما لا یقل عن 250 ألف خلیة عصبیة في الدقیقة... لكن، قبل الولادةب 15 الى 30 یوماً، تتوقف عملیة الإنتاج ھذه و تبدأ عملیةأخرى تستمر طوال الحیاة صنع وصلات بین الخلایا.
في ھذه العملیة، تتم إزالة الوصلات الخاصة بالخلایا التي تفشل أو تتوقف عن العمل... مع العلم بأن تلك الخلایا یكون عددھا بالفعل قد تقلص عند الولادة... والمصیبة الكبرى تأتي ما بین الثلاثین و الأربعین عاماً حیث تبدأ الخلایا الدماغیة بالموت بما معدله 100 ألف خلیة في الیوم دون أن یقوم الجسم بتعویضھا (تجدید انتاج الخلایا العصبیة نجح في المعمل فقط حتى الآن)... و لحسن الحظ، القدرات العقلیة لا تنخفض نتیجة لذلك؛

 حیث أن خلق وصلات جدیدة یعمل على حفظ القدرات الذھنیة التي تم اكتسابھا خلال السنوات العمریة السابقة.
ثلاثة أدمغة:
الدماغ البشري (أو ما یسمى بالمخ) هو نتیجة تداخل ثلاثة أنواع من الدماغ ظھرت خلال مراحل تطور الفقاریات.من الأسفل (عند قاعدة الجمجمة) یوجد الدماغ الأقدم المسمىr
المتخصص في السیطرة على Rhombencephalo المسمى
النشاطات اللاإرادیة (كالتنفس و الدورة الدمویة) وھو مكون من المخیخ و القناة الدماغیة... ثم الى الأعلى، ھناك الدماغ الأوسط المحتوي على جزء عصبي صغیرمكون من السویقات الدماغیة و من الرقاقة الرباعیة... ثم ھناك الدماغ الأمامي و ھو الجزء الأحدث و ینقسم ،الى جزئین ھما النظام اللیمبي ومن الدماغ الانتهائي من النظام اللیمبي (المحتوي على منطقة المھاد، خلیة ھیبوثالامس، الغدة النخامیة، و الھیبوكمبوس يصلنا الشعور بالجوع، بالعطش، و بالحاجة الجنسیة... ثم الى الأعلى،ھناك اللحاء الدماغي و ھو أكثر الأجزاء حداثة و فیھ تتركز وظائف الذكاء و اللغة.
حمایته:
یحتل اللحاء الدماغي الجزء الأكبر من مساحة الجمجمة؛و اللفائف التي یشكلھا تجعل من الصعب معرفة مساحتھا في حالة مدھا... إلا أن الصورة في الصفحة التالیة توضح أن ھذا سیجعلھا تأخذ جزءً أكبر بكثیر من حجم الرأس. الشق الأعمق ھو الذي یفصل نصفي الدماغ (الأیمن و الأیسر) المتصلان فیما بینھما عن طریق جسم صلب مكون من ألیاف عصبیة.
أما الشقوق الرئیسیة الأخرى فھي تمیز الأجزاء المسماة الفصوص الدماغية .
الجزء الذي يغلف المخ يسمى"مينكس "وهو المسؤول عن تغذیته و حمایته ولأغراض الحمایة أیضاً نجد أن المخ به عدد كبیر من الثغرات الملیئة بالسائل الدماغي النخاعي Cerebrospinal Fluid
الذي يخلق حالة شبيهة بحالة انعدام الوزن في الفضاء الخارجي مما یساعد الدماغ على مقاومة تأثیر الجاذبیة و التنقلات التي تصاحبھا حركة سریعة للرأس.
لماذا نكره الحمیة الغذائیة:
ھناك نوع آخر من الحمایة یجعل من الصعب، للأسف،تخفیف الوزن وفق رغبتنا... فإذا كانت عملیة صوم معینة تظھر و كأنھا تؤدي لتضرر العضلات بدلاً من الكتلة
الدھنیة للجسم، فإن ھذا یكون بسبب أن الدماغ یحاول حمایة نفسه..

 فغذاء الدماغ ھو السكر؛ و بما أن الخلایا العصبیة لا یمكنھا استخراج السكر من الدھون، فحالما تنتھي الكمیة التي یقوم الكبد بتزویدھا، یتم استخدام البروتینات ما یؤدي إضعاف العضلات... ھذا بالطبع أفضل؛ لأن الألیاف العصبیة في الدماغ منفصلة عن بعضھا البعض بواسطة غلاف يسمى بالمياليني وھو مكون من دھون،فلو تمكنت الخلایا العصبیة من "إلتھامه" فستكون النشاطات الدماغیة مستحیلة... و ھو ما یحدث عند المصابین بمرض تصلب الأنسجة المتعدد المصابین بمرض تصلب الأنسجة المتعدد
الخلیة العصبیة – حجر الزاویة:
ھي خلایا متخصصة في تجمیع، معالجة، و نقل النبضات تتكون الخلیة العصبیة من جسم الخلیة  والمحور  والتغضنات ,ومن أهم
خصائصھا (مقارنة مع أنواع الخلایا الأخرى) قدرتھا على التوصیل وقابلیتھا للإثارة.
تنقل التغصنات النبضة العصبیة إلى جسم الخلیة، في حین ینقلھا المحور من جسم الخلیة... ھناك ثلاثة أنواع من الخلايا العصبية :الحسية  و الحركیة  والوسطية و الحسية تنقل النبضة من العضو المسقبل  إلى الجهاز العصبي المركزي الحركية تنقل النبضة من الجھاز العصبي المركزي إلى العضو المتأثر،أما الوسطیة فتوجد بالكامل داخل الجھاز العصبي المركزي وتقوم بنقل الرسائل بین أجزائه
بفضل التغصنات و المحور، فإن رقم الوصلات العصبیة التي تقوم بإنشائھا جمیع الخلایا العصبیة في دماغ بشري تزید عن عدد كل الأجسام السماویة في الكون... العالم الانكليزي تشارلز سكوت ھو أول من اكتشف وجود هذه الوصلات .
الرسائل الكیمیائیة:
تنتقل النبضات في الإشتباك العصبي عبر تفریغ الخلیة المرسلة بواسطة نواقل عصبية
Neurotransmitter 
ترتبط بھا مستقبلات متخصصة على أغشیة الخلایا المستقبلة لیحصل التوصیل... سرعة نقل النبضات تصل الى 400 كیلومتر في الساعة... یمكننا تشبیه النواقل العصبیة بالكلمات في لغة محدودة إلا أنھا غایة في التعقید... ھذه اللغة مكونة من خمسین كلمة فقط لكنھا قادرة على تزوید تعلیمات مفصلة... حتى الیوم، لا یوجد معجم أو قاموس یمكنه ترجمة ھذه الرسائل الكیمیائیة...

الععصب من الداخل :العصب ھو حزمة داخلیة من شعیرات دقیقة متصلة بواسطة عدة محاور مغطاة بغشاء من خلایا شوان وملتفة حول نفسھا بصورة متكررة.
لكن یمكننا تقسیم النواقل العصبیة الى مجموعتین؛ واحدة ذات فعل سریع، و أخرى ذات فعل بطيء... في الأولى توجد جزیئات مثل الأسیتیلكولین الأدرینالین و النورادرینالاین و الدوبامین والسيروتونين وهي جزیئات صغیرة وظیفتھا تحفیز الردود الفوریة من فھم نوع عطر معین تم شمھ، الى القیام بردة فعل على ابتسامة من شخص ما.
مركبات نویروبیبتاید   هي إحدى النواقل العصبیة في المجموعة الثانیة (ذات الفعل البطيء)،  أشھرھا السوماتوستاتین والبيتا اندروفين وهي جزيئات كبيرة و بطیئة في ردة الفعل لكنھا قادرة على انتاج تغییرات طویلة الأمد؛ مثل إعطاء شكل معین للوصلات العصبیة أو خفض الإستقبال لبعض النواقل العصبیة مما یجعلھا "صماء" فیما یخص أوامر معینة.

الشذوذ الجنسي

قصة النبيّ لوط عليه السلام
لقد عاش نبي الله «لوط» عليه السلام في قرية تعمل الفواحش وتغضب الله في فعلها المنكرات. فكان يرفض مشاركتهم فيها، ويبتعد عنهم ويذهب ويتعبد الله تعالى. ولذلك فقد اختاره ربّ العالمين سبحانه وتعالى ليكون نبياً مرسلاً إلى قومه ليحذرهم من عذاب الله ويدعوهم لترك المنكرات، ويأمرهم بعبادة الله وأن يكونوا طاهرين ويخافون الله تعالى.
يقول تعالى عن هؤلاء الكفار وكيف كان نبيهم لوط ينصحهم بأن يتركوا فعل الفاحشة التي تغضب الله تعالى، وأن هذه الفاحشة والمنكرات هي من صنعهم ولم يسبقهم إليها أحد من الناس: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 80].
فقد كانوا يصنعون الفواحش بمختلف أشكالها ويخالفون الفطرة الإلهية، ويصنعون أشياء منكرة لم يسبقهم إليها أحد من الناس من قبلهم. فقد كانوا يمارسون الفاحشة مع بعضهم علناً "الذكور مع الذكور" وهذا ما نسميه اليوم بالشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية.
لقد كذّبه قومه، ولم يستمعوا إليه، ويتحدث الله تعالى عن قول قوم لوط لنبيهم عليه السلام وكيف كان جوابهم له عندما دعاهم إلى الإيمان: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [الأعراف: 82]. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟
لقد أرسل الله إلى لوط ضيوفاً فاستقبلهم، ولكنه لم يعرفهم فقد كانوا من الملائكة، وجاؤوا على صورة رجال. وعندما علم الكفار بأن لوطاً عنده ضيوف أسرعوا بيته وأرادوا أن يعتدوا على ضيوفه. وعندما وصلوا إليه وحاولوا الاعتداء على الملائكة وهو يظنون أنهم رجال، قالت الملائكة لسيدنا لوط: (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) [هود: 81]. زوجة لوط عليه السلام فقد كانت كافرة ولم تؤمن برسالة لوط عليه السلام ولذلك أصابها العذاب.
ويذهب سيدنا لوط مع أهله ويسيرون ليلاً وعندما خرجوا من القرية أنزل الله العذاب على الكفار، وبدأت الأمطار تهطل عليهم، ولكن ليست أمطاراً من الماء، بل أمطار من الحجارة! وعندما سمع لوط وأهله صوت عذاب أهل القرية لم يلتفتوا، إلا زوجته التفتت إلى الوراء فأصابتها الحجارة فماتت. وهكذا أنجى الله لوطاً وأهله وأهلك الكفار. يقول تعالى عن عذاب قوم لوط: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) [الأعراف: 83-84].
الاضطرابات النفسية من نتائج الشذوذ الجنسي
لاحظ العلماء أن المادة البيضاء في المخ تتناقص عند الشاذين جنسياً، إن المادة البيضاء تمثل قنوات الاتصال بين خلايا الدماغ، وفقدان كمية منها ولو قليلة يؤدي إلى عدم قدرة الدماغ على تنسيق العمليات بين الخلايا، وبالتالي فإن الإنسان يُصاب بالخَرَف أو الزهايمر.


إن نقصان المادة البيضاء يؤدي إلى خلل كبير في آلية عمل الدماغ، ولذلك تجد الشاذين جنسياً لا يمكنهم اتخاذ قرارات صائبة، وتجد نسبة العنف لديهم أكبر، وكذلك لديهم اضطرابات نفسية حادة تصيبهم مع مرور الزمن، تماماً مثل إنسان سكران لا يدرك ما يفعل!! وهذا ما أخبرنا به القرآن عن قوم لوط: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحجر: 72].
في دول الغرب هناك ظاهرة تنتشر بشكل كبير اليوم وهي أننا نجد رجلاً يعيش مع رجل آخر أو امرأة مع امرأة، يعيشان وكأنهما زوجان، وتؤكد الإحصائيات أن نسبة العنف بين الشاذين جنسياً كبيرة جداً، تصل إلى 18 ضعف العنف بين الأزواج الطبيعيين. وتصل نسبة العنف والضرب بين الشاذين جنسياً إلى أكثر من 30 بالمئة حسب هذه الإحصائيات (Statistics Canada, Canada's National Statistical Agency, July 7, 2005).
ويؤكد الباحثون في هذا المجال أن العلاقات غير الطبيعية أي بين المتماثلين جنسياً ويسمونها زواج المثلية، لا تدوم لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، وهذا أكبر دليل على أن أي شيء يخالف فطرة الله تعالى لا يستمر ولا يثمر!
الإيدز والبكتريا الفتاكة من نتائج الشذوذ
هناك أمراض كثيرة تنتج عن الشذوذ الجنسي، ربما يكون على رأسها مرض الإيدز، فقد حصد الإيدز منذ 1980 وحتى نهاية 2005 أكثر من 27 مليون إنسان منهم رجال ونساء وأطفال، وفي عام 2005 فقط فقد أكثر من 3 ملايين شخص حياتهم، وهنالك أكثر من 40 مليون شخص يعيشون مع هذا الفيروس وسوف يموتون عاجلاً أم آجلاً.
ويؤكد الباحثون أن معظم حالات الإصابة بالإيدز ناتجة عن العلاقات الجنسية الشاذة والعلاقات الجنسية المحرمة والمخدرات، وجميع هذه الأشياء حرمها الله تعالى، وينبغي علينا أن نفكر بنتائج من يبتعد عن طريق الله وعن الفطرة الإلهية التي فطر الناس عليها.
وقد جاء في خبر على موقع بي بي سي: أشارت أبحاث إلى ظهور نوع جديد من البكتيريا العنيفة  MRSA أشد فتكا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي الحاد من النوع الذي ينتج عنه تآكل وتلف أنسجة الرئتين. وتضيف الأبحاث أن هذه البكتيريا يمكن أن تكون منتشرة في تجمعات المثليين جنسيا، ويبدو أن منطقة كاسترو في سان فرانسيسكو الأمريكية الأكثر إصابة بهذه البكتيريا.
والبكتيريا الجديدة مقاومة للعلاج بمعظم أنواع المضادات الحيوية المعروفة. وتتسبب هذه البكتيريا بالإصابة بدمامل ضخمة على الجلد، وفي بعض الحالات الشديدة قد تؤدي إلى تسمم الدم الفتاك أو الالتهاب الرئوي التقرحي الذي يتسبب في تآكل الرئتين.
ويقول باحثون إن نسبة انتشار البكتيريا في الرجال المثليين في مدينة سان فرانسيسكو تبلغ 13 ضعف نسبتها في غير المثليين جنسيا. ويحمل البكتيريا في منطقة كاسترو ـ حيث توجد أعلى نسبة من المثليين جنسيا في الولايات المتحدة ـ فرد من بين كل 588 شخصا، بينما هناك في مدينة سان فرنسيسكو شخص حامل للبكتيريا من بين كل 388 شخصا.
الشذوذ والطهارة
يؤكد العلماء أن الشذوذ الجنسي هو العملية التي تساهم في نقل الفيروسات والبكتريا المؤذية بسهولة بين الشاذين، ولذلك فإن سيدنا لوطاً وأهله ومن آمن معه كانوا حريصين على التطهر والابتعاد عن هؤلاء الشاذين جنسياً، ومن أجل ذلك كانت مشكلته مع قومه أنه إنسان طاهر، وهذا ما أخبر به القرآن على لسان قومه: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [الأعراف: 82]. وفي هذه الآية إشارة إلى أن الشذوذ يخالف الطهارة.
ولذلك تجد الأطباء اليوم ينادون بضرورة الاغتسال بعد ممارسة أي نشاط جنسي! فهذا هو الدكتور "بينه ديب" في المركز الطبي في مستشفى سان فرانسيسكو العام يقول: "إن هذه الإصابات (بالبكتيريا) المقاومة لأدوية عديدة غالبا ما تصيب الرجال المثليين في أماكن في الجسم حيث يحدث تلامس جلدي خلال ممارسة الجنس، وربما تكون أفضل طريقة لتفادي العدوى بالبكتيريا هي الاغتسال جيدا بالماء والصابون خاصة بعد ممارسة نشاط جنسي".
ولذلك أمرنا الله تعالى أن نتطهر بعد كل جنابة! بل جعل الله الطهارة شرطاً من شروط الصلاة لا تصح إلا بها، فهل هناك أجمل من هذا الدين الحنيف؟ يقول تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) [المائدة: 6].
سُنَّة الله
ولذلك فإن الله تعالى يعاقب كل من يرتكب مثل هذه الفواحش بأمطار من الحجارة الملتهبة، وهو ما يخرج من البراكين أو يأتي من السماء على شكل نيازك، يقول تعالى عن عذاب قوم لوط: (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) [الحجر: 74]. وهذه سنة الله في خلقه، كما حدث مع سكان مدينة بومباي.
لقد كانت سكان مدينة بومباي يمارسون كل أنواع الشذوذ الجنسي، فقد عثر الباحثون في هذه المدينة على نقوش كثيرة ورسوم خلاعية تدل على الانتشار الواسع للجنس والشذوذ الجنسي في هذه المدينة، ويؤكد الباحثون أن أصحاب مدينة بومباي كانوا يمارسون الجنس علناً وأمام الأطفال وكانوا لا يخجلون أبداً من تصوير هذه المشاهد وعرضها أمام الناس وفي المنازل والبيوت، بل ويفتخرون بذلك! ويقول الباحثون إن انتشار الفواحش في هذه المدينة كان أكبر بكثير من العصر الحالي!
وفي يوم كانوا يخصصونه للاحتفال بعيد إله النار، ثار وبشكل مفاجئ بركان مجاور للمدينة، وانطلقت الحمم المنصهرة والرماد البركاني الملتهب، فطمر هذه المدينة خلال لحظات قليلة بالرماد، ومع أن أهالي المدينة حالوا الفرار، إلا أن الرماد الملتهب قتلهم على الفور، وغطى أجسامهم محوِّلاً هذه الأجسام خلال مئات السنين إلى صخور متحجِّرة في لحظات من دون أن يتمكنوا من فعل أي شيء، ولا نجد لهذا المشهد إلا أن نتذكر قول الله تعالى: (فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) [الأعراف: 95].

صور من العذاب
 
جثة متحجرة أصابها رماد المطر البركاني، وقد كانوا لحظة العذاب يعيشون حياتهم الطبيعية، فأتاهم العذاب بشكل مفاجئ، وفي لحظات حول المدينة بأكملها إلى جثث هامدة. وتظهر الصورة حجم العذاب والألم الذي أصاب هؤلاء القوم. وهذه نهاية دنيوية فقط، يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 127].
جثة لأحد سكان مدينة بومباي أصابه العذاب، وقد شاء الله أن يُعرض أمام الناس ليكون عبرة لمن خلفه، فهل نعتبر؟ إن هذه المدينة ينطبق عليها قول الحق تبارك وتعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 44-45]. وبالفعل فقد فتح الله عليهم أبواب النعم والأموال والترف والغنى، حتى أخذهم بغتة وبشكل مفاجئ، فإذاهم مبلسون أي يائسون من رحمة الله تعالى.
وأخيراً لنتأمل هذا النص القرآني الرائع يصور لنا بطريقة بليغة قصة متكاملة لا يمكن لأعظم أديب أن يصور لنا قصة كاملة في كلمات قليلة، وهذا من إعجاز القرآن أيضاً، يقول تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ * قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء: 160-175].

ظاهرة شد الانتباه وتقليل الشعور بالألم

 
 
 

) قال الله تعالى  فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَك كَرِيمٌ(  سورة يوسف
في التفسير : لما رأت النسوة يوسف بهتن من جماله وجرحن أصابعهن بالسكاكين لفرط ذهولهن.     (ابن كثير،الصابوني)


كيف يعمل شد أو جذب الانتباه على تقليل الشعور بالالم؟
Distraction ذهول (شرود الذهن)   
يدعى أحيانا تغيير التركيز الادراكي، وهي استراتيجية تغير اتجاه التركيز والانتباه لمؤثر آخر (بحيث يستغرق ادراك الشخص في المؤثر الآخر ) مما ينتج عنه عزل وحماية الشخص من الشعور بالألم.هذه المؤثرات قد تكون داخلية مثل احلام اليقظة أو خارجية مثل مشاهدة التلفاز.
المؤثر الأكثر فاعلية هو ذلك المؤثر الرائع الاسثنائي المثير المتجدد الذي يثير معظم أو كل الحواس (السمع،الرؤية،التذوق ،اللمس، الشم) عند الشخص.
تم إجراء تجربة استخدام العلاج بشد الانتباه برؤية مناظر خلابة من الطبيعة وسماع شريط يحتوي على أصوات رائعة من الطبيعة في التخفيف من الآلام أثناء عملية منظار الشعب الهوائية وذلك بالاضافة للعلاج المعتاد. وقورنت هذه المجموعة من المرضى بمجموعة أخرى ضابطة لم تتلق العلاج الاضافي بجذب الانتباه (تغيير التركيز الادراكي).
وخلص هذا البحث الذي تم عمله في المستشفى التعليمي (جون هوبكينز) في بالتيمور و نشر في
 مجلة (Chest. 2003; 123:941-948.)
أن العلاج بشد الانتباه مع العلاج التقليدي أدى الى تقليص الشعور بالالم بصورة ذات دلالة احصائية وأوصى البحث بأن يقوم الاطباء باستخدام الاجراءات الطبيعية بالاضافة الى  المسكنات المعتادة.
كما نشر موقع BBC[1] على شبكة الانترنت  هذا البحث تحت عنوان العودة الى الطبيعة لتخفيف الالم وقد ذيل هذا بقول الطبيب جيل هانكوك (نحن نقوم بتعليم مرضانا الاسترخاء باستخدام المشاهد المناظر الخلابة والموسيقى الرائعة و هذا جزء أساسي في عملنا حيث أنه ثبت أن المناظر الخلابة تؤدي الى ازالة التوتر النفسي و البدني اللذين يسببان الالم.
كيف يعمل شد الانتباه على التخفيف من الاحساس بالالم ؟
باستخدام الاشعات الوظيفية للمخ تلك التي تظهر الارتواء الدماغي والتمثيل الغذائي للخلايا العصبية ثبت أنه أثناء استخدام جذب الانتباه يحدث انخفاض في مستوى نشاط أماكن معينة في المخ(تلك الاماكن التي يتم فيها استقبال الاحساس بالالم مثل منطقة المهاد،القشرة الحسية والتلفيف الحزامي   انظر الصورة
 

كما يحدث زيادة في نشاط الخلايا العصبية في المنطقة الرمادية حول مسال سيلفيوس و هذا النشاط يؤدي الى افراز مادة الاندورفين المسكنة للالم.